زار سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب يرافقه قاضي المذهب الدرزي في عاليه الشيخ نزيه ابو إبراهيم وعدد من المشايخ، سماحة الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في دارته في شانيه بحضور لفيف من المشايخ، حيث جرى عرض لشؤون طائفة الموحدين الدروز وبحث في الملفات الداخلية.
شيخ العقل
وبعد اللقاء قال الشيخ الغريب: “زيارة سماحة الشيخ واجب اليوم في هذه الظروف الصعبة التي تمر على لبنان، وهمنا جميعاً وطننا الجريح حيث لا ندري إلى أين نحن ذاهبون، في حين تتصالح الدول الإقليمية ونختلف في الداخل، وكأن فئة من اللبنانيين لم يستفيدوا من الدروس الماضية وما زالوا مصرين وهذا ليس في مصلحتهم ولا في مصلحة لبنان، نحن جميعاً إخوان في هذا الوطن ومتساوون في المسؤولية لذلك يجب ان نبتعد عن التحدي سواء في ملف إنتخاب رئيس الجمهورية أو في ملفات أخرى، ويجب ان نتعاون ونتحد خاصة في هذه الظروف والذي يجمعنا أكبر بكثير من الذي يفرقنا، وإن فرقتنا السياسة يجمعنا الدين الذي يعتبر أسمى وأرقى منها وما يجمعنا هو دين التوحيد بالإضافة إلى الوطنية الصادقة عند كل اللبنانيين، لذلك أتينا إلى هذه الدار الكريمة لنلتقي ونتشاور في مختلف الملفات الداخلية”.
وأضاف، “لدي ملاحظة أود أن أوجهها إليكم أيها الإخوان، التواصل الإجتماعي ليس لأهل الدين، ومَن توجّه بالكلام البذيء إلى الشيخ أو لأحد من المشايخ فكأنه يجني على نفسه وعلى المجتمع الديني، ليس هذا عملنا، ففي الفترة السابقة كان التواصل الإجتماعي سبباً لدعاوى لا نريدها ولا نؤيدها، لذلك أطلب بوجوب التسامح الذي يخلصنا من المشاكل واليوم نحن بأمس الحاجة للتسامح والتلاقي، وبالنسبة لأهل الدين مررنا في الفترة الماضية بظروف صعبة وسعينا بكل جهدنا للتقارب ولم نوفق، ونأمل خيراً أن ننتهي من هذه الخلافات ونتوحد جميعاً ونتسامح.نحن رجال دين،والسياسة خارج إطارنا وما يتوجب علينا هو الإجتماعات الدينية وليست السياسية، نحترم رجال السياسة ولكن في ما يتعلق بالأمور الدينية يجب فصلها عن السياسة”.
الشيخ أبي المنى
بدوره قال الشيخ أبي المنى: “من موقعنا، نحمل رسالة واحدة موحّدة ونعتزّ بحملها وهي التوحيد، وهي رسالة وطنية واجتماعية وروحية وأخلاقية. لقد تحمّلنا مسؤولية تجاه مجتمعنا وتراثنا وتاريخنا ووطننا وهويتنا العربية والاسلامية التي نتمسك بها، والتي دفعنا الغالي والنفيس في سبيلها، رسالة تحتّم علينا التعامل بانفتاح ومحبة وأخوة نابعة من التوحيد، وهذا ما نحن سائرون عليه في عملنا منذ اللحظة الأولى، رسالة جمع الشمل ورأب الصدع والتقارب، رسالة زرع البذور الطيّبة في المجتمع، وأهل الدين مسؤولون قبل سواهم عن ذلك وفي خلق الأجواء الإيجابية. نؤكّد احترامنا لشخصكم وللمجتمع ونقدّم له ما نستطيع”.
أضاف: “نحترم أهل السياسة والقيادات السياسية لدينا، ونقدّر دورهم، ونوجّه النصح حيث يجب أن يوجّه، ولكن الأمر الديني هو الأساس الذي يعنينا وعلينا ايضاً أن نحترم مشايخنا ونقدّر خواطرهم ونسعى معهم لجمع الشمل وتأكيد الأخوة التوحيدية التي نتغنّى بها ونرسّخها في قلوبنا وقلوب أبنائنا”.
وتابع: “هذا على المستوى الداخلي وهو ينسحب على المستوى الوطني في جمع الشمل كما في الداخل كذلك في الخارج، ونحن معنيّون ومسؤولون من موقعنا على هذا الجمع على المستوى الوطني، وهذا ما نسعى إليه دائماً، لان تكون هذه الطائفة جامعة لاحمة وقادرة على مدّ جسور التواصل بين اللبنانيين وبين الموحّدين وأخوانهم في الوطنية. لا نتدخل في السياسة بالشكل الذي يتدخّل به البعض من غير طائفتنا، ولكننا معنيّون ايضاً بالتدخل الوطني، نحن وطنيّون ونحافظ على موقعنا وحضورنا الوطني، ونأمل أن نساهم وأن يُسمع صوتنا وصوت المرجعيات الروحية لكي نحفّز المسؤولين على القيام بواجباتهم”.
وأردف: “البلد لم يعد يحتمل والناس أصبحوا في وضع صعب، علّ المسؤولين يتحمّسون ويتحمّلون المسؤولية في إنقاذ البلد والشعب من هذا الوضع المأساوي، ولعلَّ انتخاب رئيس للجمهورية هو الخطوة الأولى التي يجب أن يبادروا إليها، ليس تحدّياً ولكن احتراماً للدستور وللإستحقاقات، هذا ما نأمله وهذا ما نتمنّاه”.
وقال الشيخ ابي المنى بموضوع التواصل الاجتماعي نحن نؤكد ما اكدتم عليه وهذا ما اتفقنا عليه في الايام القليلة الماضية كما انه لا يجب ان يكون وسيلة للتخريب الاجتماعي بل لتمتين العلاقة بين ابناء المجتمع
كما زار سماحة شيخ العقل والوفد المرافق حجرة الشيخ الشيخ ابو حسين شبلي ابو المنى ومزار المرحوم الشيخ ابو يوسف امين ابي المنى في شانيه.
شارون
ومن ثم انتقل الى بلدة شارون مقدماً واجب التعزية بالسيد غالب الاحمدية.
مجدلبعنا
وزار الشيخ ابو ربيع رياض عبدالخالق في مجدلبعنا.
مستشفى الإيمان
واختتم سماحة الشيخ والوفد المرافق جولتهم بزيارة تفقدية الى مستشفى الايمان في عاليه للإطمئنان الى صحة الشيخ أبو فؤاد أديب زيدان.