مقام النبي أيوب عليه السلام… بلدة نيحا الشوف – لبنان
يرجع نسب النبي أيوب إلى أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام
ولادته في القرن ١٦ قبل الميلاد
ووفاته في القرن ١٥ قبل الميلاد (حسب تواريخ كُتب الاديان السماوية)
النبي أيوب من الأنبياء الذين ذكرهم القرآن، وذكر ثبوتهم بقوله “وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق والأسباط وعيسى وأيوب…” وكان أيوب النبي التقي الورع، رحيم بالمساكين، مكرماً للضيف، يؤوي الأيتام ويدعو إلى عبادة الله الواحد كسائر الأنبياء الذين أضاءت أنوار بركاتهم في سماء القلوب. وقد رزقه الله سبحانه وتعالى من خيرة المال والأنعام والعبيد والمواشي والأراضي … في بلاد حوران التي عاش فيها، وكان له أولاد من زوجه صالحة.. عاش معها في سعادة واطمئنان حتى ابتلاه الله بخسران المال وهجران الأهل والأصدقاء، إلّا أنّه بقي حامداً لله تعالى، فزاد الابتلاء بالمرض حتى أصاب الجسد ما أصاب، ولم يبق شيئاً سليماً لديه إلّا قلبه ولسانه إلّا أنّ أيّوب استمرّ في صبره وحمده لله فأصبح إمام الصابرين، فمصيبته لم تُثنيه عن عبادة الله وطاعته حتى رحمه جلّ في علاه فعافاه وأزال عنه البلاء
وذكر في كتاب “كشف الأسرار”: لما قصدَّت رحمه زوجة أيوب أن تقطع ذوائبها فعرف أيوب ذلك، حلف غضباً لله تعالى لان امرأته كانت محرمة وطلبت قطع ذوائبها، فأبى وحلف
فقالت له امرأته رحمة يوما
لو دعوَّت الله عز وجل ان يمِّن عليك بالصحة
فقال لها
كم كانت مدة الرخاء ؟
فقالت : ثمانين سنة
فقال : أنا أستحي من الله أن أدعوه، وما بلغت من بلائي مدة رخائي
وذُكِر في ” كشف الأسرار ” : عن انس رضي الله عنه، قال:أنَّ أيُّوب َ لبث َ في بلائهِ ثماني عشرة سنة
وقيل ايضا
لما تأخر الله في كشف البلاء عن أيوب، عجزت رحمه، فباعت ضفيرتها من امرأة برغيفين من الخبز، وأتت إلى أيوب وأخبرته فقال عند ذلك :وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
قال تعالى : فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ
فأرجل جبرائيل فبشَّره وأخذه بيده وأقامه، وأنبه الله له عيناً من تحت قدميه، فشرب منها، فشفي من جميع ما في بدنه من العلَّل، ثم إغتسل فيها فخرج كأحسن ما كان
ورد الله عليه ضعف ما فقد له من الأموال
ورد إليه، أهله وأولاده
ورد إلى زوجته رحمه، حسنها وجمالها
وولدا لأيوب وزوجته، ستة وعشرين ولداً ذكراً
ومنهم : بشر، وهود، والكفل عليه السلام
ماتَّت رحمه، في حياة أيوب عليه السلام، ودفنَّت بأرض الشام
نبي أيوب عليه السلام سكن بلدة نيحا طيلة فترة مرضه لذا قام أهل البلدة ومنذ القدم ببناء مقام له عبارة عن غرفة صغيرة ثم قام القيمون على مشيخة عقل الطائفة الدرزية (المجلس المذهبي) ببناء المقام، كما هو عليه اليوم ويتألف من حوالي عشرين غرفة استعملوا في بنائه الحجر الصخري، الأبيض الذي يزيد البناء جمالية وبهاء، وتعلوه قبة بيضاء متوجه بنجمة الخمس حدود وللمقام بركات خاصة إذ حمى بلدة نيحا من ويلات العصر وأعطاها قدسية ورمزية وبارك أرضها وشعبها
يعتبر مقام النبي أيوب(ع) واحداً من أهم دور العبادة في منطقة الشوف لدى الطائفة كما يعتبر قبلة للمصلين من كافة الطوائف والمناطق
ويتميز المقام بقبته البيضاء النقعية وحجارته الصلبة ذات اللون الأبيض الفاتح ويقع على إحدى المرتفعات المشرفة على بلدة نيحا الشوفية ويرتفع المقام ١٥٥٠ متر عن سطح البحر بينما يصل ارتفاع بلدة نيحا إلى ١٨٥٠ متر عند قمة جبل نيحا