المقام الشريف مولانا بهاء الدين عليه السلام- شارون

المقام الشريف مولانا بهاء الدين عليه السلام

مولانا بهاء الدين الطائي السموقي الملقب بالمقنى عليه السلام( من الخمسة المعصومين ) الذي اشتهر بالعلم والزهد والتقوى صاحب الشخصية المميزة والبارزة بين دعاة التوحيد

وُلد في قرية السموقة في حلب ونشأ وترعرع فيها ثم انتقل إلى أرض الكنانة وكان يعمل مع زملائه في بث دعوة التوحيد ونشرها

وقد انتدبه مولانا الحاكم ليتولى إمارة منطقة حلب فقام بواجبه خير قيام ثم عينه والياً على دمشق لفترة وضمت ولايته لبنان وفلسطين والأردن

فقد قام بإنجازات وأعمال كبيرة واستطاع بحكمته وحنكته ومقدرته أن يثبّت أركان الدعوة وأن يبثها وينشرها ويشجع الدعاة ويقويهم ويدفعهم إلى الأمام

استطاع مولانا بهاء الدين(ع) أن يثبت وجوده وقيادته رغم كل الظروف السيئه المليئه بالإضطرابات وعدم الاستقرار أن يستمر في بث الدعوة وترسيخ جذورها حتى تم إغلاقها عام ١٠٤٣ م

وكان مولانا بهاء الدين (ع) يتجوّل في المنطقة التي كان والياً عليها فقد تنقل بين حلب والشام والشوف والجليل والرملة وما زالت له مواقع تحمل ذكراه وتشير إلى تواجده فيها

وتشير المصادر التاريخية أن مولانا بهاء الدين (ع) قام بترميم قبة الصخرة المشرفة في القدس بعد الزلزلة التي أصابتها عام 407 هجري، حيث أن الحاكم بأمر الله كان قد طلب منه فعل ذلك وقد تمّ تدوين هذا الحدث على نقش كان في المسجد

كما قام مولانا بهاء الدين (ع) بترميم مسجد في مدينة نابلس بإيعاز من الحاكم بأمر الله

وذُكر عنه أنه تجوّل كثيرا في منطقة وادي التيم وفي جبال الشوف وفي شمال فلسطين أثناء تنقلاته بين حلب والقاهرة. وقيل إنه مرّ في وادي التيم بالقرب من بلدة جب جنين في البقاع في موكب كبير، وداست بعض خيول تابعيه زرعاً بجانب القرية فشكا إليه الأمر أحد الفلاحين وأجابه مولانا بهاء الدين (ع) عسى أن يعوّض الله عليك ما يكفي وحدث في تلك السنة أن أصاب المنطقة خصب وغلال وفيرة فتذكّر صاحب الأرض الكلمة التي سمعها من ذلك الشيخ العابر ودُعيت تلك المحلة باسم المُكفي وما زال اسمها حتى اليوم

ويذكر أن مولانا بهاء الدين عليه السلام، مرّ في ليالي عيد الأضحى المباركة بجانب بلدة شارون وحل ضيفاً فيها وأقيم فيما بعد في المكان خلوة ثم تحولت الخلوة إلى مقام ديني ومزار للتبرك وقبول النذر وسميت المقام الشريف او مقام شمليخ لذكرى مكوث مولانا بهاء الدين (ع) في هذه القرية وأصبح من الأمكنه الدينية الهامه عند الموحدين الدروز

والمقام اليوم مؤلف من ١٧ غرفة تتوسطها قاعة كبيرة طولها ٢٠ متراً وعرضها ١٢ متر مغطاة بالسجاد يُعقد فيها الاجتماعات الدينية وفي وسط هذه القاعة غرفة سيدنا بهاء الدين (ع). يدعى المقام كذلك بمقام سيدنا لوقا أما اسم شمليخ فمعناه بالأرمنية المقبرة وبالتركية شجر الحور، وربما كانت الأشجار حوله سبب تسميته

ويذُكر أيضاً أنه مرّ في وادي التيم وحلّ ضيفاً على كبير شيوخ بني جندل في قرية بكيفا واستراح تحت شجرات زيتون لا يزال إلى الآن مكانها معروف بين الناس هناك

وقد اهتمّ مولانا بهاء الدين (ع) بمنطقة وادي التيم وأرسل إليها الداعي عمّار (ر) وابنة أخيه الست سارة (ر)

وأثناء وجوده في حلب كان كثير التجوال في بلاد الشام، ويُعتقد أنه زار جبال حوران، ويوجد اليوم شرقي بلدة حبران مزار مقدس يحمل اسم مولانا بهاء الدين (ع)

ويوجد كذلك مقام لمولانا بهاء الدين (ع) في جبل حيدر، فهناك أحاديث متوارثة وقصص وحكايات تشير إلى قداسة المكان تتوارث من جيل إلى جيل يوجد بالقرب من قرية بيت جن مكان مقدس يعرف باسم بهاء الدين، ويقع على رأس جبل حيدر. المكان عبارة عن مغارة صغيرة عليها قبة بيضاء وينزل الزائر إليها ببضع درجات من جهة الشمال، ويدخل إليها من باب صغير

ويتحدث الأهالي عن روايات وقصص تشير إلى قداسة المكان. وكانوا يقصدون المغارة لإيفاء النذور تباركاً بقداسة ومنزلة الذي حل بها زمن الدعوة

ويذكر المُعمّرون قصة سمعوها من أجدادهم أن بعضهم وجد عتبة على باب المغارة كانت عليها كتابات محفورة بقي منها كلمتان “علي المكنى” ومُحي الباقي ويثبّت الأغلب أن القصد هو مولانا بهاء الدين (ع) وأن هذه العتبة بُنيت بعد الدعوة بوقت قصير

وقد كانت لمولانا بهاء الدين (ع) مكاتبات ومراسلات مع شيوخ آل تراب، وعلى رأسهم الشيخ أبو السرايا غنايم (ر) في يركا