بقلم مسعود الغريب
الجامعة اللبنانية او الجامعة الوطنية كتسمية تعبر عن حقيقة الحال، هي جامعة تأسست نتيجة حراك شعبي سنة 1951 ونضال طلابي ازهر جامعة بحدود الوطن قادرة على احتضان ابناءه بمختلف اطيافهم والوانهم واعراقهم اضافة الى الطلاب الاجانب حيث تشكل الجامعة اللبنانية معقل العلم والمعرفة بما تحتضنه من كفاءات وباحثين كان لهم بصمة كبيرة في ارساء الدور العلمي بشكل صحيح وترك اثر في المجتمع المحلي والدولي عبر النخب الثقافية والعلمية اي خريجي هذه الجامعة
خيار الجامعة لدى الطلاب كان ناتج عن عاملين الاول وهو المادي وما تتصف به بجامعة الفقراء وتأمين التحصيل العلمي للطلاب برسم تسجيل مقبول لدى كافة شرائح المجتمع سواء متوسطي الدخل او اصحاب المداخيل المتدنية
اما العامل الثاني وهو دور هذه الجامعة بإغناء سوق العمل وما تتميز به شهادة الجامعة في الترتيب العالمي او المحلي
بعد استعراض تعريف صغير عن الجامعة والدور الذي تكتنفه برسالتها التعليمية واعتبارها الملاذ الوحيد لمختلف ابناء الوطن، لابد من التطرق الى ما تعانيه هذه الجامعة في يومنا هذا من محاولات اغلاق واقفال
فمنذ سنوات ونحن نشهد اضرابات متتالية إما للغبن بحق اساتذتها او العاملين فيها وغياب ملف تعيين العمداء عن كل الحكومات لسبب وهو الكيد السياسي والمحاصصة واقتسام الغنائم
والجامعة اليوم تفتقد الى مجلسها المنصوص عنه قانوناً، والى موازنة اقل ما يقال فيها غياب عنها طابع الواقعية بما يتلائم مع ظروفنا اليوم هذا عدا عن اموالاً هي حق للجامعة لا نعرف مصيرها
كما الى اقرار ملفات تفرغ للاساتذة طال الزمن على اقرارها وذلك عبر تفرغ الاستاذ الى نقل ما يحمل من معرفة الى طلابه والقيام بابحاث دورية تغني موسوعة الجامعة العلمية والثقافية والقانونية وهذا ابسط الحقوق
الى جانب هذا الاساتذة المتعاقدين وهم يشكلون نسبة ليست بقليلة ومنذ اشهر لم يحصلوا على اجورهم وبالرغم من هذا تحملوا وثابروا حتى اتمام العام الدراسي بنجاح. اما اليوم وقد طفح الكيل اصبحنا بجامعة غير قادرة على تشغيل قاعاتها وطباعة امتحاناتها ودفع بدل نقل عادل يؤمن انتقال الاساتذة اليها، حتى وصل الامر الى عدم القدرة على انجاز الامتحانات بمواعيدها ومن تأجيل الى اخر ما اضاع علينا كطلاب فرص تقدم الى الوظائف او السفر الى الخارج للبحث عن بارقة امل
امام كل هذا هناك سلطة صماء غير مكترثة بما يجري وغير ابهة الى مستقبل ٨٠ الف طال واكثر على المحك. سلطة لم تستطع انجاز سوى بيانات الدعم والاستنكار اما على ارض الواقع غياب كلي وتقاذف للمسؤولية بما هو بعيد عن منطق وواجبات رجال الدولة
الاهداف غير معلومة وراء ذلك لربما الهدف اقفال الجامعة اللبنانية بغية نزوح طلابها الى الجامعات الخاصة حيث مصالح الساسة وأصحاب النفوذ اي الاقساط المرتفعة وعدم قدرة نسبة كبيرة من الشعب على تحمل ذلك
بعد كل ذلك لا بد من نداء اخير الى اصحاب الضمائر الحية انقذوا الجامعة اللبنانية قبل فوات الاوان عبر اتمام ما يقتضيه الواجب عليكم وعبر حملة تضامن واسعة قادرة على اعادة الامل الى كوادرها الادارية والتعليمية وطلابها بمستقبل افضل من خلاله نحافظ على مستقبل لبنان وثقافته وتراثه وما تشكل هذه الجامعة كعنوان لحضور لبنان في ميادين العلم والثقافة والادب في مشرقنا العربي ومغربه
مسعود الغريب: ناشط شبابي وطلابي