الفرق بين حرية الرأي والتعبير وبين التعرض للآخر

بقلم مسعود الغريب

شكلت الثورة التكنولوجية في كل أنحاء العالم ابتكارات لم يشهد لها مثيل في السابق، فعادت علينا بفوائد عديدة في شتى النواحي وأهمها في ناحية الإتصال، إذ جعلت العالم قرية كونية صغيرة. لكن من جهة اخرى وكما لكل شيء سلبيات كان لها انعكاس على مجتمعنا ومحيطنا حتى اختلط علينا التمييز ما بين هذه الحرية وبين ذم الآخر والتعرض اليه عبر تجاوز كافة المقومات والركائز القائم عليها مجتمعنا وأهمها الاخلاقية. فحريتنا بالتعبير تقف عند حدود احترام حرية الاخر، من هنا ندخل الى داخل المجتمع اللبناني بشكل خاص حيث تتعدد الطوائف والمذهب فالتنوع شيء جميل ومصدر غنى، إضافة الى اختلاف التيارات الحزبية والانقسامات العامودية والافقية كل هذا لا يجب ان يؤدي الى ما نشهده من معارك على مواقع التواصل والتعرض لكرامات الغير أهكذا تبنى الاوطان؟! ام بالنقد البناء الذي يصوب الامور ويرشدها الى مصيرها الصحيح

 نعم ان حرية الراي تكرست في دستورنا اللبناني وخاصة في المقدمة وما تتمتع هذه المقدمة بطابع من الاهمية بالفقرة ‘ج’ وايضا اعلان حقوق الانسان وفي عدداً كبيراً من مواثيق المنظمات الاقليمية والدولية. هذا بالنصوص اما الوقع فهو مرير مليء بالتحريض والتهجم على حقوق الغير هكذا يصف البعض ذلك حرية. كم من حالات نشهدها في محيطنا يومياً كانت هذه الوسائل فيها السلاح الفتاك فالحروب لا تعني مجرد الاقتتال وسفك الدماء بل انها تعني اليوم تدمير شعوب بأكملها دون نقطة واحدة من الدماء عبر السيطرة على عقولها وحرمانه من التطور والارتقاء الى حيث يجب ان تكون. أكبر تأثير نشهد لهذه الوسائل اليوم هو في المجتمع العربي، ففلسطين باتت قضيتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأنابيب الغاز والبترول تحولت الى افاعي التفت حول اعناقنا نحن وغافلين عنها امام مواقع التواصل الاجتماعي. اما الغرب وهو صانع هذه الادوات يتلذذ في رؤيتنا نتصارع على صغائر الامور فيما هو منشغل بمشاريعه الكبرى. اما بلادنا منشغلة حدودها هاتف محمول تتصارع فيه البيانات والردود فالمستقبل اصبح في خبر كان وشبابنا مهاجر الى الخارج

 يطول الكلام كثيراً كانت اهدافنا وطموحاتنا كثيرة وكبيرة فاصبح حلمنا اليوم ان نصل الى يوم نكون فيه القدرة اعلى احترام اراء بعضنا البعض رغم الاختلاف والتنوع بعد ان بتنا معزولين خلف اخبار مواقع التواصل والحرية المقنعة فيها. يبقى الامل معلقاً على جيل من الشباب متعلم مثقف قادر على الخروج من هذا التموضع الى العالم الاوسع معبر عن رأيه ضمن احترام آراء الغير0…

مسعود الغريب: ناشط شبابي وطلابي