بقلم أريج الكوكاش
وسط المشهد السوداوي، من أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخ لبنان، وحالة تخبط سياسي في لحظة اقليمية حرجة تعاد فيها رسم الخرائط وبناء الدول، وأزمة صحية مع وباء فتك بالبشرية قبل عام ونيف. وسط كل ذلك تبقى بيروت ثابتة، ومصرة على النهوض من جديد رغم كل ما يجري ويحصل، كيف لا؟! وهي جوهرة الشرق على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، تزهو بجمالها وتشمخ بتاريخها العريق وتنوعها الحضاري الفريد حيث شكلّت على مدى الأزمنة والعصور معبراً يصل الشرق بالغرب فتمتزج فيها الحضارات و تتفاعل الديانات فتختلط أصوت مآذن المساجد مع أجراس الكنائس
تبقى بيروت، مدينة مشوّقة ومليئة بالحياة. فريدة من نوعها وسط مكان لا يشبهها كثيراً. هي مزيج من الجو الأوروبي والجو الشرقي بسبب تنوّعها. سكّانها محبون ومضيافون، والحياة فيها لا تخلو من المغامرات والتجارب الّتي لن تعيشها في مكانٍ آخر هي المدينة التي تسابق الشعراء على وصفها، و مهما كتبوا لن يقدروا على وصف جمال و سحر بيروت. المدينة الذي تعتبر من اكثر المدن جمالاً و حداثة في الشرق الاوسط. يعود تاريخها لاكثر من خمسة آلاف سنة حيث تدل الحفريات الاثرية في وسط المدينة على الآثار الفينيقية والرومانية والعثمانية والعربية
هذا ورغم كل الظروف الاقتصادية، والسياسية الصعبة الذي تمر بها البلاد، سيبقى أهل بيروت وكل الشعب اللبناني يتحدوا الصعاب والأزمات، كي تعود وتتجدّد الحياة
ولتعود بيروت رائدة في عالم السياحة والخدمات، بحيث تعتبر بيروت موطن لاجمل الشواطئ و المنتجعات الفاخرة الواقعة على شاطئ البحر الابيض المتوسط. هي المدينة المعروفة بثقافتها و بتنوعها الثقافي في اللغة والطبخ والفنون والدين
ولتعود بيروت مدينة العلم و الثقافة، ففيها تتمركز أهم الجامعات في العالم العربي، وهي الذي اطلق عليها الرومان ام الشرائع بسبب بناء اكبر معهد للقانون بالامبراطورية فيها ولليوم فيها اهم جامعات القانون في الوطن العربي
ولتبقى بيروت عاصمة لبنان وعاصمة الازياء والجمال، بحيث انه هناك الكثير من الشوارع للتسوق، لمختلف الطبقات الاجتماعية.
فيقول الدكتور محمد دبوق استاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية: “ان بيروت تميزت عبر العصور بعظمة تاريخها العريق الموغل في الزمن وهي المدينة التي اشتهرت بموقعها الاستراتيجي على الساحل الشرقي للبحر المتوسط بحيث كانت ملتقى الحضارات التي تعاقبت على مدى التاريخ القديم والحديث”. وقد لقبت بيروت عبر العصور بالعديد من الالقاب، فالفينيقيون سموها المدينة الالهية و احاطوها بمظاهر العبادة، والبعض سماها بزهرة الشرق، والمدينة الصامدة، والمدينة الذي لا تنام والجبارة بوجه التحديات
و بالفعل هي المدينة الصامدة حيث انها دمرت أكثر من سبع مرات من زلازل وغزوات وفيضانات والحروب، والكوارث وكان آخرها في انفجار المرفأ في الرابع من آب عام ٢٠٢٠، وفي كل مرة تقوم بيروت من تحت الركام بفضل أهلها الصامدين وإيماناً منهم بغد افضل، وبأن بعد كل هذه الصعاب سيأتي الفرج
لذلك فليبقى عندنا امل لعلّ حزن اليوم يصبح غيمة فرح غداً
أريج الكوكاش: طالب جامعي وناشط شبابي