بقلم مسعود الغريب
لبنان وطن الرسالة والمحبة والتآلف والعيش الكريم والاستقرار بلد المعرفة حيث لقبت يوماً بيروت بأم الشرائع، وطني حيث تخرّج الاف الاطباء والعلماء وكبار المبتكرين لم يعد هكذا اليوم، بل أصبح معطوباً فجزء من اولاده يجهزون حقائب الهجرة حيث لا عودة، والبعض الاخر اصبح تحت خط الفقر. تتكاثر الازمات في بلدنا حتى بتنا لا ندري من اي ازمة نبدأ من ازمة المعيشة وهي الاساس حيث فقدت مقومات الحياة والقدرة على البقاء والاستمرار ام الصحية منها حيث عجزت المستشفيات عن الاستمرار فأصبح المرضى تحت العناية الالهية حيث لا مستشفى قادراً على استقبالهم وتتفاقم الازمات اكثر فأكثر من المحروقات الى دواء والى غيرها ولكن قد تكون الازمة التربوية هي اخر ما نفكر فيه ولكنها من الاهم بالطبع
امام هول المشاكل في بلدنا الحبيب نتناسى الازمة التربوية، فنحن على ابواب عام دراسي غير قادر على الإقلاع. امام أحلام وأعوام تسرق من عمر شباب طموح يرغب في تحقيق مبتغاه يوماً. امام جيل لم ينل نصيبه وحقه من العلم والمعرفة. امام طبيب على أعتاب التخرج لا يدري من سيداوي اولاً وطنه الذي ينزف على هجرة الادمغة منه، أم على عجوز لا مأوى يحتضنه
في الشق التربوي، وهو ما سنركز عليه لناحية العام الدراسي سواء من التعليم عن بعد ام التعليم الحضوري. فالتعليم عن بعد لم تسعفه عتمة الكهرباء ولا نور المولدات الكهربائية اي الكارتيلات التي عجزت الدولة عن مجابهتها حتى اصبح منطق اللادولة هو الطاغي. هذا عدا عدم قدرة الاسر الكبيرة على تامين ما يكفي من الاجهزة لكافة اولادها في ظل غياب دولة غير قادرة على سد هذه الثغرة
اما التعليم الحضوري فحدث ولا حرج من انتشار كورونا الى لقاحات بالقطارة لاولاد قد يشكلون مصدراً كبير للانتشار الفيروس في مجتمعاتهم. اذا بعدنا قليلاً عن الكورونا فتطل علينا ازمة المحروقات والتنقلات وارتفاع كلفتها حتى توازي راتب بعض الاسر وهو الحد الادنى للاجور الذي بقي على حاله رغم ارتفاع الدولار الجنوني، من دون ان نغفل ذكر الاقساط الخيالية للمدراس الخاصة الى هجرة الاساتذة والمعلمين الى الاكتظاظ وعدم القدرة على استقبال هكذا اعداد في المدارس الرسمية
وطبعا لطلاب الجامعات حصة الاسد دائما، تلميذ الجامعة الخاصة غير قادر على اكمال مشواره التعليمي للارتفاع الاقساط بنسب كبيرة فاضحت الشهادة المعلقة على حائط منزل الاهل الذين يفرحوا بتخرج اولادهم هدف بعيد المنال للغياب فرص العمل ولا ننسى الجامعة اللبنانية الجامعة الام الملجأ الاخير لاولادها باتت غير قادرة على احتضانهم جميعاً للضعف الامكانيات لدولة اغفلت وتناست حاجة ابناءها
أما لمن يسال عن خطة؟ عن اي خطة تسالون للدولة تتفكك وتنهار جهاز تلو الاخر ومؤسسة تلو الاخرى. دولة باتت عاجزة عن تامين دواء للمريض ولقمة عيش للفقير كيف لها ان تتذكر هكذا مرفق حيث تربط جميع امال وأحلام جيل الشباب الجيل الصاعد، شباب المستقبل المتحرّر والمثقف
عذرا وطني ان غادرك ابناءك يوماً فالامية عادت تستحوذ على قسم كبير منك ولغة الطائفية والانقسام والتقسيم عادت لتأخذ مجراها فيك. هنا لم يعد مكان لأولادك المهندسين والاطباء والمبدعين، علهم يكونوا خير ممثلين لك في بلاد الاغتراب
ستعود يوماً كما كنت وأجمل
مسعود الغريب: طالب جامعي وناشط شبابي