التسامح جوهر التوحيد الحق

*بقلم زياد العسل

نواجه في حياتنا الكثير من المصاعب والهموم والغموم وخاصة في هذه الأيام ,ولعل الخلافات والمشاكل هي أمر رافق الوجود الإنساني من فجر الوجود الإنساني لأسباب عدة أبرزها رفض الإنسان للآخر والرغبة في التفوق عليه,والبغضاء والطمع والجشع والحقد الذي اذا تمكن من قلب انسان فتك في حياته

يقول الدكتور الكويتي في علم النفس صلاح الراشد أن التسامح هو سر من أسرار السعادة وأن الإنسان بلا تسامح لا يمكن أن يستمر في حياته ,مؤكدا في برنامج قديم له بعنوان “خذها قاعدة ” أن الإنسان غير المتسامح قد كتب على نفسه بالجحيم أبد الدهر خاصة وأن الإنسان يواجه في حياته عشرات الآلاف وأكثر من المشاكل وسوء الفهم والظلم واختلاف الآراء وما شابه ,فالإنسان المتسامح هو انسان عرف أن الحقد ليس قوة بل مرض عضال يفتك بالإنسان الذي يقف عند كل صغيرة وكبيرة في حياته اليومية ,وهنا بالتأكيد نحن لا ندعو لأن يكون الإنسان مثاليا بل الترفع عن صغائر الأمور والتعامل مع الآخر بروح الإنفتاح والحوار البناء بعيدا عن الرفض للرفض والكره ,وهذا للأسف ما فتك بمجتمعاتنا وشعوبنا لردح من الزمن وما زال يقيدنا تارة باسم الدين والمذهب وطورا باسم السياسة وأحيانا أخرى بمسميات وعناوين اخرى

التسامح الحق هو أن أقبل الآخر كما هو وفقا لخلفياته دون أن أنسجم بالضرورة مع ما يقول أو ينطق أو يتحدث بل أن أعترف ضمنيا أنه انسان وأتقاطع معه بكثير من الأمور مهما كان عمق الخلاف قائما

هذه الكلمات ارتأيت أن اكتبها ,فقد لا نستطيع بحكم بشريتنا أن نطبقها جملة وتفصيلا ,بل أن نعترف أن مشوار الألف ميل من التسامح يبدأ بخطوة من اليقين أن الله تعالى وعد المتسامحين بجنة عرضها السماوات والارض ,وأن الحقد هو نار تحرق صاحبها أولا قبل أن تنال من غيره ,ولا شيء يروي نفس الظامئ للسعادة سوى العفو والصفح لا غير

الاستاذ زياد العسل – صحافي وناشط إجتماعي