الصدق رأس الفضائل وعروس الشمائل

*بقلم زياد العسل

تعتبر قيمة الصدق من أجمل السمات التوحيدية التي يرتكز عليها بنيان اي ثقافة اجتماعية وأخلاقية، فمن هذه الشيمة الطيبة تنبثق كل فكرة او سلوك اخلاقي او ممارسة طيبة، فالصدق هو لسان حال كل موحد شريف مؤمن بقول الحق والحقيقة مهما اشتدت الظروف ظلامية وقسوة وصعوبة ومهما كانت ضغوطات الحياة فهل ثمة أبهى وأعظم واجل من رجل باع مغريات الدنيا وعروضات بنيها في موقف حق وصدق وعدل رافضا أن يكذب او يحرف الحقائق ويزورها لمرضاة العباد دون رضى الخالق العظيم عز وجل  

اذا ابتعدنا قليلا عن الناحية الدينية في مقاربة عظمة الصدق وتحدثنا من منظور اجتماعي سنرى أن هذه القيمة هي السلوك الذي به لا غير تحفظ العلاقات والصداقات التي يقرر المرء بناءها على اساس متين، والكذب يفسد أعظم العلاقات والروابط وكم من صداقة وحب وعلاقات وطيدة أفسدها الكذب والرياء ووضع الأمور في غير موضعها

لقد علمنا المذهب التوحيدي أن رأس الفضائل وأعظم الطرق للخالق تبارك وتعالى هو قول الامور كما هي دون تزوير او تحريف ووعد الخالق المؤمنين بأن واحدة من أيسر الطرق لمرضاته ونيل بركاته هو الصدق الذي يعتبر دليل ثقة وحكمة وأخلاق ومعرفة بالجوهر الحق لوجودنا في هذه الدنيا وهو أن نكون انبل ما نستطيع أن نكون والنبل بطبيعة الحال لا يكون إلا بالصدق فلا خير في انسان مهما اشتدت حسناته اذا كان متهاوناً في فضيلة الصدق ومحترفاً الكذب من أجل مرضاة خلق الله

قد يطول الحديث في هذا الإطار ولكني هنا تستطيع اختصار الكثير في البيت الذي يقول الشاعر فيه: والصدقُ يبرزُ في المحافلِ عارياً.. والكذبُ لا يكفيهِ ألفُ ستارِ

والصدق يبرز في المحافل عارياً.. والكذب لا يكفيه ألف ستار

الاستاذ زياد العسل – صحافي وناشط إجتماعي