ولد المرحوم الشيخ أبو سليم اسماعيل خير الدين عام 1912 في مدينة حاصبيا- جنوب لبنان، والده المرحوم الشيخ أبو إسماعيل سليم خير الدين من مشايخ البياضة البارزين، كانت داره تعمر بالضيوف والقاصدين من شتى المناطق، وكان مقبول الخاطر لدى الحكام وأصحاب الشأن، وكانت له علاقات وثيقة تربطه مع شيوخ وزعماء وأركان الطائفة الدرزية في لبنان وسوريا وفلسطين والمهجر. توفي عام 1959. و والدة المرحوم الشيخ أبو سليم هي المرحومة الشيخة ام اسماعيل محمودة حسان، شقيقة أحد أبرز شيوخ البياضة الأجلاء، المرحوم الشيخ أبو علي مهنا حسان.
وعلى خطى المرحوم والده، كان المرحوم الشيخ أبو سليم من المشايخ البارزين في مدينة حاصبيا، ومن شيوخ البياضة. نشأ وترعرع في بيت تقوى ودين، وتعلم في البياضة وبنى خلوة فيها، وهو سليل عائلة معروفية عريقة. كان وحيدا لأبويه، واتصف منذ صغره بالعقل الراجح والذكاء الوقّاد، واكتسب من تربيته ومجتمعه مسالك الدين القويم، فأصبح موسوعة وفيرة للثقافات المتنوّعة. تزوج من المرحومة الشيخة هنا شعلان، كريمة المرحوم الشيخ أبو محمد علي شعلان من بلدة عين قنيا في الجولان. نجلاهما : رجل الاعمال المحسن الشيخ سليم خير الدين (والد الوزير السابق الشيخ مروان خير الدين، الشيخ وسيم، الأميرة زينة عقيلة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال ارسلان) و رئيس بلدية حاصبيا الأسبق الشيخ غسان خير الدين.
عاش المرحوم الشيخ أبو سليم، حياة مديدة في طاعة مولاه ومواظباً على العبادة، ونذر نفسه لخدمة الأجاويد والاهتمام بشؤون مقام خلوات البياضة الشريف.
ساهم كثيرا في تأمين إنشاء مستشفى حكومي في حاصبيا، ومدرسة رسمية ثانوية في حاصبيا. وبذل جهداً كبيراً لشقّ العديد من الطرق الزراعية وقنوات الري. وكان مصلحاً بين المتنازعين، حافظًا للأمانات، دقيقًا في المعاملات، ومساعداً لكل محتاج.
انتقل إلى رحمته تعالى في آخر يوم من عام 2008 وأقيم له مأتم حاشد في 1/1/2009 ودفن في خلوات البياضة الشريفة، إلى جانب والده المرحوم الشيخ أبو إسماعيل.