الرابع عشر من شباط… دماء أنبتت نصراً

تاريخٌ عُمِّد بالدم ليصون الأرض والعرض، حيث روت دماء الأبطال أرض الشحار الأبي فتجسدت تاريخاً حافلاً بالنصر، وكرست حاضراً مليئاً بالعزة، وصانت مستقبلاً لأجيال الغد، في 14 شباط 1984 يوم استجابت دعوات أوتاد الأرض وأطهارها وصدحت أصوات الرجال في الميادين فتحقق النصر المبين بعودة المناطق إلى أهلها وتحرير المقدسات واهمها مزار السيد عبدالله (ق.س).

صحيحٌ أن الخسائر كانت كبيرة ولا تعوض، فمن بيصور أم الشهداء إلى البنيه وعبيه بلدة شيخ الشهداء الشيخ أبو عفيف إلى كفرمتى واليوم المشؤوم فجر الخامس من أيلول حين استشهد احرارا من أجل البقاء والصمود بوجه إحتلال غاشم وكان على رأسهم من كان مثالاً في العدل والانصاف واخوته الشهداء القاضي الشهيد الشيخ مسعود الغريب رافضاً الإنصياع لكافة المخططات فإستشهد مع الابطال مدافعا عن الارض والعرض.

لعلنا من التاريخ ناخذ الدروس والعبر، نتعلم ونتيقن أن هذا البلد لا يمكن إلّا أن يكون جامعاً لمختلف أبناءه، وطن لكل لبناني وعليه ففي ذكرى معركة الشحار نترحم على شهداء أنبتت دمائهم نصراً، حفظت كرامة الإنسان ووجوده، وكأن على لبنان نذرٌ يجب أن يدفعه كفاتورة دم من أجل البقاء، عسى أن تكون هذه الذكرى عبرة للبنانيين كي يتيقنوا أن لا سبيل لنا سوى الحوار والعيش الواحد.

كل ذكرى وانتم بخير فيبقى الرابع عشر من شباط ذكرى إنتصار تتناقلها الاجيال من جيل الى اخر.