بقلم الشيخ أبو جواد نبيل ملاعب
بكل أسف وحزن مع الرضى والتسليم لمشيئة الله عزّ وجل نفتقد اليوم الشيخ أبو هيثم مقبل زيتوني، رجل من الرجال المقاومين للعدو الصهيوني خلال اجتياح عام ١٩٨٢. فكان منزله مفتوح للمقاومين ولجميع الفصائل المقاومة على مختلف تشكيلاتها، والمقاومة الوطنية بشكل خاص.
حمل على عاتقه مسؤولية تبعات المعركة في حينها من مخاطر وظلم العدو الصهيوني له ولمجتمعه، تاركاً بصمة من الفخر والعزّة والشرف في المقاومة.
على مرور الزمن وبعد الاجتياح الإسرائيلي، حافظ على نهج المقاومة من التحديات الداخلية للحفاظ على كرامته المعهودة. وكانت له مواقف لا تعد من الرجولة والشهامة والكرم. واصبح بيته مقصداً للناس لمساعدتهم من خلال علاقاته الاجتماعية والسياسية.
والجدير ذكره، انه تعرض في الأول من تموز من العام ٢٠٠٥ لإطلاق نار نتيجة تدخله بحل إشكال وقع في ضيعته الهلالية، مع انه غير معني بالإشكال، لكن مرؤته ونخوته دفعته للتدخل. ورغم إصابته البليغة وآلامه، كان يحث الجميع على التسامح وعدم التعرض لأحد لكي لا يسقط الدماء على ذمته.
وبعد مرور ثلاث سنوات على الحادثة، رفض كل المبالغ المالية التي عرضت عليه مقابل الصلح مع مطلق النار، بل صالحه دون أي غايات مادية. ليذكّر الجميع انه عنوان للتسامح والمحبة.
صبر المرحوم الشيخ أبو هيثم على جراحه على مدى ثمانية عشر عاماً، الى حين انتقال إلى رحمته تعالى.
له الرحمه ولكم طول البقاء.
انا لله وانا اليه راجعون
بيصور ١٣ آذار ٢٠٢٣